الرئيس اميل لحود في مليتا - تقرير مصور

24 أيار/مايو 2011

سامر وهبي

"أهلاً وسهلاً بالعماد المنتصر الرئيس اميل لحود" لافتة رُفعت عند مدخل معلم مليتا السياحي الجهادي في منطقة أقليم التفاح، وهي عكست واحدة من مظاهر الحفاوة والاستقبال المميزين الذي أعده حزب الله لاحياء فاعليات عيد المقاومة والتحرير ، في يوم طويل أمضاه رئيس الجمهورية الاسبق اميل لحود في مليتا، يجول ويستمع "لحكاية الارض للسماء".
الرئيس لحود وصل قرابة التاسعة والنصف من صباح اليوم الى منطقة مليتا يرافقه نجله النائب السابق اميل اميل لحود، وكان في أستقبالهما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، رئيس المنطقة الثانية في حزب الله في الجنوب علي ضعون، مسؤول وحدة الانشطة المركزية في حزب الله الشيخ علي ضاهر، وشخصيات وفاعليات ورؤوساء بلديات ومخاتير.
وجرى للرئيس لحود أستقبال عزفت في مستهله الفرقة الموسيقية المركزية في كشافة الامام المهدي موسيقى الترحيب والنشيد الوطني اللبناني، ثم سار والنائب رعد على سجادة حمراء فرشت من مدخل معلم مليتا حتى الساحة، وأصطف الى جانبي الممر حشد من المواطنين الذين صافحوا الرئيس لحود، فيما علت زغردات النسوة ترحيبا، ونثرن الارز والورد عليه، فيما لوح البعض بالاعلام اللبنانية ورايات حزب الله.
وبعد أستراحة قصيرة في صالون الشرف، جال الرئيس لحود برفقة النائب رعد والنائب السابق لحود وشخصيات في أرجاء المعلم ، وأستهلها عند "المطل" حيث أطلعه النائب رعد على جغرافية المنطقة، والمواقع الاسرائيلية السابقة التي كانت تعتدي على القرى والبلدات الجنوبية بالقصف والقنص، ثم جرى عرض فيلم في مسرح المعلم بعنوان حكاية الارض للسماء عن المواجهات التي خاضها المقاومون ضد العدو الاسرائيلي في محيط تلة مليتا ، وكانت جولة في معرض المعلم الذي يتضمن اسلحة ومعدات عسكرية تركها العدو اثناء اندحاره عن المناطق الجنوبية في عام2000 ، وتولى أحد القيمين على المعرض إطلاع لحود على بنك الاهداف العسكرية الإسرائيلية والخرائط الحربية وتشكيلة جيش العدو بالكامل من خلال لوحات ضخمة رفعت في المعرض.
بعد ذلك كانت جولة في منطقة الهاوية التي تحتوي على عدد من الدبابات والاليات التي غنمتها المقاومة من الاسرائيليين اثناء المواجهات والعمليات ابان احتلالهم للمنطقة الحدودية، و أصر الرئيس لحود والنائب رعد على استكشاف أحدى الدبابات الاسرائيلية المدمرة وألتقاط صور تذكارية بالقرب منها.
كما تفقد الرئيس لحود "دشمة أمين عام حزب الله السابق الشهيد السيد عباس الموسوي " التي كان يرابط فيها ويلتقي المقاومين أثناء توجههم للقيام بعمليات ضد مواقع العدو، ثم كانت جولة في" المسار الجهادي وهو عبارة عن ممرات حرجية كان يسلكها المجاهدون في محيط مليتا، مرورا بالنفق الذي حفره المقاومين بأدوات بدائية ويمتد بطول مئتي متراً وبعمق 70 مترا عن سطح التلة، وتخللها استراحات عدة ابدى خلالها الرئيس لحود " تقديره بالعمل الجبار الذي كان يقوم به رجال المقاومة"، متسائلا" كيف كان يمكن حمل الاسلحة وحفر الانفاق ونقل الصواريخ ،أليس لهدف واحد هو تحرير الارض، وتحرير تراب لبنان، وكيف الفرق اليوم حينما نجد من يستغل لبنان من اجل مصالحه الخاصة وتعليمات الخارج".
وأنتهت الجولة في المسار في دشمة سجد ، وحتى ساحة التحرير حيث قام بغرس شجرة أرز بمعاونة النائب رعد ونجله اميل اميل لحود.
وتحدث الرئيس لحود الى الصحافيين مبديا سعادته لوجوده في هذا المعلم البطولي وقال " ان ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة،هي التي أثبتت فعاليتها في لبنان،وحققت الإنتصارات،وليست القرارات الدولية،ومنها القرار1701 الذي أتى إنقاذا لإسرائيل بعد ان إستشعرت الهزيمة في تموز 2006،كما أثنى لحود على موقف سوريا وإيران الدائم والداعم للمقاومة،الذي تجلى في العام 2006 حين كانت الولايات المتحدة وفرنسا،تريدان ان تطيلا أمد الحرب،ظنا منهما أن المقاومة قد تستسلم".
وأضاف:"نرى جليا كيف أن الولايات المتحدة الامريكية تحارب كل من يقف الى جانب المقاومة، ونقول لهم:إن كرامة اللبنانيين هي في الدفاع عن أرضهم،ولو كنا ننتظر صدور القرارات الدولية،لكانت إسرائيل ماتزال تحتل أرضنا".
وأسف لحود لوجود قسم من اللبنانيين لا يحتضن المقاومة،ويشك في قدرتها في التغلب على إسرائيل،ويكررون عبارة قوة لبنان في ضعفه، واصفا إياهم بالعملاء،ليس لأنهم خائفون،بل مجبورون على ان يتكلموا هكذا لأنهم مديونون لمعلميهم.
وأشار الى ان ما رآه اليوم، يرفع رأس كل لبناني وكل مقاوم في العالم،مؤكدا ان" ما حصل في مارون الرأس في ذكرى نكبة فلسطين،هو تأكيد على حق كل فلسطيني بالعودة الى ارضه،وان 5 حزيران ذكرى النكسة سيتحول الى يوم الإنتصار.
وفي قاعة المعلم، نقل النائب رعد تقدير كل المقاومين للعماد لحود، الذي وقف الى جانب المقاومة وأحتضنها عندما كان قائدا للجيش ومن ثم رئيسا للجمهورية، وقدم له درعا تذكاريا ، يحتوي على بقايا حطام مروحية عسكرية اسرائيلية أسقطها رجال المقاومة في منطقة مريمين الحدودية اثناء عدوان 2006 ، وشكر لحود للنائب رعد على هذه الحفاوة بالاستقبال ، طالبا منه نقل تحياته الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

بإشراف الجمعية اللبنانية للسياحة والتراث

All rights are preserved ©جميع الحقوق محفوظة 2013